يزخر التاريخ البشري بأسماء أفرزت المشهد الفني الإنساني وأحدث ثورات في أشكال وأساليب الفن وشيدت مدارسه المتعاقبة على مر العصور.
لكن ثمة فنان لا ينافسه أحد على الجمال المطلق الذي لم ترَ العين البشرية ما يجاوزه جمالا على الإطلاق … الطبيعة … وهل من لوحة جمالية رُسمت على يد أعتى فناني الإنسانية تضاهيها جمالا؟
بدأتُ الإنتاج الفني على صعيد شخصي منذ نعومة الأظافر، وتشربت بألوان الطبيعة حتى رأيتها في كل لوحة وتصميم إبداعي طيلة حياتي، وفي هذه المنصة، أنا كما الطير الذي سيطلق جناحيه إلى السماء عقب تحرره من الأسر، حيث أوظِّف مهاراتي بالتصميم والإنتاج الفني لإعادة تشكيل مفهوم علاقة الإنسان بأرضه عبر الجمال الذي تجود به طبيعتنا الأم دون أدنى مقابل فيما نقابله بممارسات ضارة وانتهاكات جسيمة تلحق الأذى بكوكبنا وساكنته.
سأحرص على أن أكون جديرة بمسؤولية الفن والإبداع في منصة رَاءٍ، فأنا ابنة الطبيعة الغنَّاء، أنا رَاءٍ، أنا رشا حمزة
رَاءٍ، منصة إعلامية زراعية بيئية إنسانية هادفة، تتحرى سبل مساعدة الإنسانية، تسعى إلى الترويج للإنتاجات الصحفية الزراعية والبيئية والمناخية بأسلوب جاذب وطريقة مبسطة مسطَّحة ممتعة، وتعزو مصادر الإنتاجات تلك إلى أصحابها، ذلك أنها تحرص على ذكر أسماء مصادر أعمالها والترويج لنتاجهم الذي لا ينال حقه من الانتشار الإعلامي فيما يتعلق بالأعمال الصحفية المحصورة بالزراعة والبيئة والمناخ.
رَاءٍ، منصة إعلامية زراعية بيئية إنسانية هادفة، تتحرى سبل مساعدة الإنسانية، تسعى إلى الترويج للإنتاجات الصحفية الزراعية والبيئية والمناخية بأسلوب جاذب وطريقة مبسطة مسطَّحة ممتعة، وتعزو مصادر الإنتاجات تلك إلى أصحابها، ذلك أنها تحرص على ذكر أسماء مصادر أعمالها والترويج لنتاجهم الذي لا ينال حقه من الانتشار الإعلامي فيما يتعلق بالأعمال الصحفية المحصورة بالزراعة والبيئة والمناخ.
أمضيت جل حياتي في العمل الإعلامي حتى قبل أن أختصه أكاديميا، اجتهدتُّ ودربتُ نفسي جيدا على التمرس في هذه المهنة، خضت غمار العمل الصحفي في أوقات السِّلم، وفي أشدها حربًا … جلتُ بحياتي كثيرا من أصقاع الأرض، عاشرت الصالح من الناس وعرفت الطالح منهم، حتى غدت تجربتي في الحياة المهنية والإنسانية عميقة حكيمة بليغة الأثر على نفسي ومن حولي.
وإنِّي إذ أكرس نفسي لعائلتي ومن أحب، فقد نذرت حياتي لمخلوقاتٍ لا حول لها كي تذود عن أنفسها الأخطار التي تتربص بها وهي براءٌ من عِقاب الأرض لساكنتها براءة الذئب من دم يوسف … نحن إن احتجنا أوراقا لنكتب عليها نصنع الكراسات فنقتلع شجرة … لو ابتغينا أن تمشي مركباتنا حفرنا الأرض … وعندما استشعرنا خطر شح المياه ابتكرنا السدود فتسببنا بالعطش لبعضنا البعض وجعلنا ثقل المياه المجمعة في مكان واحد عبئا على وجه البسيطة التي لم تصمت إزاء هذا التصرف فردَّت علينا بالهزات والزلازل … ملأنا الأرض بالمصانع التي ما فتئت تبعث بأبخرتها السامة فاحترَّ داخل الأرض، فما كان من الأخيرة إلا أن تبرِّد نفسها بتفجير البراكين ونفث الحمم كي تتنفس.
أختلي بالأرض أحيانا وأتحدث إليها … لدي القلم والإحساس … أسامرها فترمقني بعينها الدامعة مغتبطة لأن ثمة من عليها يحبها حبا جمًّا … أبدأ بالتساؤل دائما في كل مرة أتجاذب وإياها أطراف الحديث متمعِّنا بشريط حياتي الذي لا أرى فيه إنجازا واحدا يمت بصلة لما نذرت حياتي لأجله … أطالع الشجر وأوراقها، هذه المخلوقات البريئة التي عنيتُ، أمنحها قلبي، أهبها روحي … الآن لا سبيل لدي سوى أن أراقبها … أنا رَاءٍ لها دون أن أشيح عنها النظر، كيف لي أن أحميها؟
بدأت بمنصة، وأواصل النثر الذي يفجر ملكات ما بداخلي كي أبقى مستمسكًا بعروة الغاية الوثقى من وجودي … أواصل الكتابة … قلمٌ وكاميرا بيدٍ، والأخرى على ثرى الأرض … أنا رَاءٍ … أنا ربيع أبو حسان
كنت في الصغر، أنظر مُطوَّلًا إلى السماء، أتساءل، هل نحن وحيدون في هذا الفضاء الرحب الفسيح؟
خارطة النجوم الثابتة تلك، هل هي رسائلُ بَلَغَتنا من ملايين السنين لكننا لم نتمكن من فكِّ شيفراتها فتعمَّدنا تفسيرها بما يتناسب مع أهوائنا من قبيل الأبراج أو نجم (سْهِيل) الذي يرشُدنا وجهتَنا إن تُهنا في صحراء الربع الخالي أم ثمة شيءٌ يتعمَّد أن يُعمي أبصارنا عن الحقيقة التي لن نعلمها إلَّا حين يحينُ أوانها؟
جعلتُ أتمرَّسُ في التكنولوجيا علَّني أجدُ في خوارزميات الحاسوب ما يُشبِعُ فضولي … أصبحتُ فقيهًا بتقنية المعلومات التي اتَّخذتُها ليَ مهنةً للظفر بلقمة العيش الشريف، ولم أكف البحث عن أجوبة لأسئلتي … قبل سنوات، التقيت بالزميل ربيع أبو حسان، أخبرني عن مشروعه، قال لي: “أريدُ أن أبني منصة تجمع الإنسانية على هدفٍ سواء، أريد أن نكون هؤلاء البسطاء الذين يعملون في مهنهم نهارًا كي يوفِّروا رغيفَ الحياة لذويهم، وفي الليل يجهدوا لتأمين الراحة للإنسانية جمعاء!”، ظننته مبالِغًا، لكن الحق أقول، هذا ما أفعله منذُ أن قُدِّرَ لِيَ الاغترابُ، أعكفُ على الإخلاص لوظيفتي نهارًا ولا أدَّخِرَ جهدا لمساعدة من يحتاجني ليلًا، وإن تملّكني الأرق ساعةَ النوم أعاود التفكير بالنجوم وظلمة الكون السحيق حتى أجدني مكمِّلًا له ولا غنى لهُ عنِّي، ولأتمكن من فكِّ شيفراته، عليَّ أن أقرأ اختصاراته على الأرض، فمثلًا: “مجرة المرأة المسلسلة، والمعروفة أيضا باسم (ميسييه 31 أو M31)، هي مجرة حلزونية وأقرب جار لمجرة درب التبانة، تشابه عين الإنسان إن لم تكن مطابقة لها” … “سديم رأس الحصان أو سديم رأس الفرس (يعرف أيضاً باسم بيرنارد 33، IC 434) وهو سديم مظلم في كوكبة الجبار، هذا السديم يُعرِّف نفسه بنفسه ولا داعي أن أشرحه، هو رأس حصان حقا” … وهكذا دواليك … اختصارات الأرض جميعها تشبه الهدف من هذه المنصة … رَاءٍ … مرآة الحلول لمشاكلنا المستعصية بمقالة ربما أو صورة … اختصارات لما يمكن حلّه دون الخوض في تعقيدات العلوم المقتصرة على فئات المجتمع النخبوية … ربما مع رَاءٍ، ومشتقاتها من المبادرات البيئية الإنسانية التي تعتمد التكنولوجيا المتقدمة لتحقيق أهدافها النبيلة، سأغنم الأجوبة التي ما انفكت تستحلُّ ساعات نومي وتطمئنني أنني سأحظى بها يومًا، لأنِّي جدير بها … أنا رَاءٍ … أنا نُور مْسُوتِي