Connect with us

أقلام الأرض

أينَ تلكَ الأرض؟

Published

on

لستُ بحاجةٍ للمالِ ، فقط ارضٌ جرداءُ، وبعضُ من يبتعدوا عَنَّا قليلا ليشربوا من غديرٍ تائهٍ، ثم يعودوا سريعاً كي يبولوا على حبةِ قمحٍ تركناها سوياّ حتى تنبت، ونترقَّب وقتَ الحصادِ، لنصنعَ رغيفَ خبزٍ يكفينا جميعاً، ثم نعزِفُ أَبشعَ موسيقانا التي آن لها أن تكون، فتسري الطمأنينةُ في قلوبِ الحاضرينَ كي يعمّ الاحتفالُ آناءَ الليل، هي فقط عمليةُ إعادةِ تدويرٍ للوفاءِ إلى من نُحب، فالحياةُ أكبرُ من توجّهاتِ ترامب السّابقة، وأضغاثِ كيم جونغ، وأطماعِ إيمانويل في ليبيا، وحماقةِ العولمة التي ما انفكَّت تجترُّ فضلاتها المتأتية عن دِماءِ أبرياءٍ قضوا بفعل سلاحٍ بيعَ في السوقِ السوداء، صَنَعَهُ عبقريٌّ لم يجد له فرصةً للعملِ في دوائرِ بلادِهِ الرسميةِ لأنه يفتقر للواسطة، فقررَ استثمارَ ملكاتِه في ابتكارِ ما يدرُّ عليه المال، مُختالاً بكونِهِ ليس مسؤولاً عن زهق الأرواح.

وإنّما أمري بخلاصةِ أَنِّي أنعمُ بحدودِ العراءِ التي اختصّيتها لمن لي قبلَ نفسي فأحثُّ خطايَ ليقينِ الإيمانِ بأنَّ الإله حبٌّ وكذا السّلام، وما أن أخرجَ حدودها تلك فأجدني متأهِّباً كي اشحذَ الشتيمةَ في وجهِ كل من يخال بأنه بطل الفيلم، سيد الكون، مُذوّب قلوبَ العذارى، أو من يدّعي ذلك على الأقل، متسائِلاً في قرارةِ ذاتي أَلَا يخجلُ من اسمه؟ و “دَقَّةِ” حواجبه؟ كم أتمنى ان أقول له الآن “*&$%#$^@”، حريٌّ بك أن تفكِّر بمن يحلم بقضمةِ حلوى ليكتشفَ أنَّه قد جرب كل شيء في حياته قبل أن يموت، فيما تُعاني لتقنعني بأنك أنجزت ما لم أقوَ على إنجازِهِ مدى دَهري؟

وما ضربتُ إلَّا مِثالاً على أَزْعَجِ أنواع البشر، وليس لأنواعها حصر أو ذِكر، فنحن مبدعون لحدِّ أننا نستطيع إبدَاعَ نوعٍ جديدٍ في كل يوم وفق مزاجية الظروف.

هكذا هي الطبيعة، البولُ بغير موضعه نجاسة، والنفس العزيزة تؤثرُ الخوضَ بما لا يقوى على ارتكابه شانِؤها… لكن بصمتْ… و قمح!

كاتب مستقل - مؤسس ورئيس تحرير موقع رَاءٍ

أقلام الأرض

عرش الملح البائد

Published

on

الملح، مادة رخيصة جدَّا في الأسواق حول العالم، فبضع ليرات في سوريا رغم التضخم تستطيع شراء ما يسد حاجتك منه لشهور عديدة، حتى أصبح في أيامنا هذه مثالًا يُضرب للتعبير عن انخفاض قيمة وسعر شيء معين في كثير من الثقافات نجدهم يقولون “بسعر الملح” أي أنه رخيص جدَّا، وعند وصف أحوال شخص معين بأنها شديدة السوء يقولون “يشحذ الملح” أي انه لا يملك شيئًا.

ولكن قديمًا عاش الملح عصورًا من الازدهار، وبلغ من المكانه الرفيعة ما خوله ليكون سببًا للكثير من الحروب والثورات عبر التاريخ، حتى أصبح قيمة رمزية ومدلولًا ثقافيَّا للكثير من المفاهيم عند البشر، فالعلاقة التي نشأت بين الإنسان والملح يصعب فهمها، وليس من السهل إدراكها ومعرفة السر الحقيقي وراء هذه الرمزية للملح عند البشر.

بدأت حكاية الملح قبل 10 آلاف سنة عندما اكتشف الإنسان قدرة الملح على حفظ اللحوم، ومن هذه الخطوة كانت بداية الحضارة الإنسانية عبر الزمن حتى اكتملت في أيامنا هذه على شكل الذكاء الصناعي.

استخدم الآشوريون الملح في التكتيك الحربي حيث كانوا ينثرون الملح على أراضي أعدائهم كلعنة تحل من السماء لجعلها غير صالحة للزراعة ويسهل عليهم دخولها.

وعند الفراعنة اعتنق الملح فكرة الخلود ودخل في أسرار التحنيط لحفظ الجسد في حياة أبدية، وبالرغم من هذه المكانة الرفيعة عند الفراعنة لم يشبع الملح غريزته السادية لينتقل إلى أوروبا فتُشَقّ له الطرقات الخاصة بين المدن الأوروبية ليسهل الحصول عليه، وبحسب بعض الباحثين قالوا إن الجنود الرومان كانوا يقضبون معاشاتهم بالملح، ومن أهم أسباب الثورة الفرنسية كانت الزيادة التي طالت أسعار الملح، وفي تلك الفترة كانت عقوبة السجن المؤبد لمن تثبت إدانته بتهريب الملح، ذلك ان “القانون ملح الأرض”.

وفي القرن السابع عشر في بريطانيا كانوا يختارون رجلًا ذا مكانه رفيعة للوقوف أمام جثة الميت لتناول قطعة من الخبز والملح لامتصاص ذنوب الميت، وبين مدينتي مدراس والاينداس بنى البريطانيون جدارا بطول 2300 ميل وفرزت بريطانيا 12 ألف جندي لحراسة الجدار لمنع تهريب الملح.

وفي عام 1930 كانت حفنة الملح بيد غاندي الشرارة التي أشعلت التمرد الشعبي الذي أدى إلى استقلال الهند عن بريطانيا .

وهناك في روسيا انتفاضة عرفت باسم “عصيان الملح” أيام القيصر أليكس الأول، وفي الحرب الأهلية الأمريكية كانت محاولة احتكار الملح نقطة قوة لدى الطرف المسيطر، وطبعا تكثر الحكايات بين الشعوب والقبائل عن الملح ورمزيته، وبرأيي ربما من هذا السياق التاريخي لمكانة الملح العميقة في الحضارات البشرية انتقلت إلى الشعوب العربية رمزية الخبز والملح التي تؤكد الصداقة والعلاقة القوية بين شخصين من القول “خبز وملح”، ولكن هذه حكاية الملح المختصرة التي بدأت قبل 10 آلاف سنة وانتهت مع حلول عصر الصناعة، حيث أصبح الملح في ذمة التاريخ هو ورمزيته وانحصر في جملة يتداولها الطهاة مفادها: “الملح حسب الرغبة”.

أكمل القراءة

أقلام الأرض

في السويداء … ما عاد للأمنيات شجرة

Published

on

تسود في سوريا عمليات التحطيب والقطع الجائر للغطاء النباتي منذ بداية الحرب، حيث تم إعدام ملايين الأشجار الحراجية والمثمرة في جميع المناطق السورية، حتى وصلت غزوات الحطابين إلى الأشجار التي تشكل رمزية خاصة عند بعض السوريين.

في محافظة السويداء جنوب البلاد، تقع شجرة الأمنيات على طريق ظهر الجبل عند منطقة عين المرج، وهي شجرة بلوط معمرة اكتسبت رمزية خاصة وعُرفت عند الأهالي والأطفال بقدرتها على تحقيق الأحلام، يقصدونها بغرض تحقيق أمنياتهم المؤجلة كالحب والزواج أو طلبًا للوفرة المادية، ويعلِّقون على أغصانها قطعًا من ملابسهم أملًا بأن تنمو أحلامهم وتثمر كلما نمت أغصان الشجرة وأثمرت، فهي رمزٌ للأمل ومقصدٌ للراحة والاستجمام النفسي للهارب من ضيق الحياة وصعوباتها.

وبصرف النظر إذا كانت شجرة الأمنيات حقيقة أم بدعة، فلها في قلوب الناس مكانة لم تشفع لها عند قلوب الحطابين الذين قطعوا الشجرة واجتثوها، ضاربين بعرض الحائط أمنيات الناس وأحلام أطفالهم المعلقة على أغصانها، لتغدو شجرة الأمنيات في بزار الحطابين، وتتبعثر الأمنيات رغم براءتها، في بلدٍ كأنه أصبح يقول أن الحلم فيه مستحيل، والأمنية ممنوعة!

أكمل القراءة

أقلام الأرض

تحذيرات من كوارث تتربص بمستقبل البشرية على كوكب الأرض

Published

on

لا تخفى على أحد درجة التطور التي بلغتها البشرية والتي توّجها مؤخرًا الذكاء الصناعي بقدرته وإمكانياته اللامحدودة في تأمين الخدمات وتوفير سُبل الراحة والرفاهية بالكثير من المجالات، حيث يعيش الإنسان الآن موجة من الإنجازات التي توحي بأن المستقبل زمن قادم للعيش الرغيد.

لكن هذه الإنجازات بُنيت وتطورت على حساب البيئة وقوانينها التي بدأت تنذر بالكوارث والحوادث البيئية المتطرفة إذا استمر الإنسان في انتهاك البيئة وتخريبها، فجميع الدراسات والتقارير التي استهدفت دراسة المناخ ومستقبله على كوكب الأرض لم تبشر خيرًا ودقت ناقوس الخطر لمستقبل الإنسان على الكرة الأرضية.

ففي دراسة استهدفت تغير المناخ وأثره على صحة الإنسان، خلصت الدراسة إلى أن تغير المناخ يسبب الكثير من المتاعب الصحية بشكل مباشر، وأكد الخبراء أن لتغير المناخ أثرا كبيرا على انتقال الأمراض المعدية وخاصة الفيروسية منها.

وكشفت دراسة أخرى أجرتها منصة غلوبال سيتيزن المعنية بقضايا المناخ والفقر أن 40 في المئة من إجمالي المحاصيل الزراعية الصالحة للأكل عالمياً مهددة بالإنقراض نتيجة التغيرات المناخية.

وأوضحت دراسة غلوبال تشانغ بيولوجي إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى انخفاض قدرة المزارعين البدنية، والأحداث المتطرفة للطقس ستؤدي إلى إنخفاض إنتاجية العمل بنسبة 40 في المئة في نهاية هذا القرن.

وهناك دراسات عديدة تناولت تأثير المناخ السلبي على الاقتصاد العالمي وانهيار الشركات الكبيرة، وخصوصا شركات التأمين الكبرى، نتيجة تعويض المتضررين من الحداث البيئية مستقبلًا.

وجميع هذه الدراسات دعت العالم شعوبًا وحكومات إلى الوقوف أمام واجباتها البيئية من خلال حماية البيئة وقوانيها والتوقف عن تدمير النظم البيئية لتبقى الكرة الأرضية مكانًا صالحًا للعيش البشري والحيواني والنباتي قبل فوات الأوان.

أكمل القراءة

آخر الأخبار