تكنولوجيات الأرض

الغذاء والدواء يتصدرا نقاشات التغير المناخي للمرة الأولى على الإطلاق

Published

on

لم يحدث أن احتل ملف الغذاء والدواء صدارة نقاشات ومباحثات اجتماعات المؤتمر السنوي للأمم المتحدة حول التغير المناخي على مر التاريخ.

فتحت هذا العنوان الذي نشره موقع (مركز سمت للدراسات)

7 ابتكارات في مجال الغذاء والزراعة ضرورية لحماية المناخ

لأول مرة على الإطلاق، احتل الغذاء والزراعة مركز الصدارة في المؤتمر السنوي للأمم المتحدة حول التغير المناخي في عام 2023، وقعت أكثر من 150 دولة على إعلان، ملتزمة بجعل أنظمتها الغذائية – كل شيء من الإنتاج إلى الاستهلاك – نقطة محورية في الاستراتيجيات الوطنية لمواجهة تغير المناخ، بينما يفتقر الإعلان إلى الإجراءات العملية الملموسة للتكيف مع تغير المناخ وتقليل الانبعاثات، إلا أنه يلفت الانتباه إلى قضية حاسمة. 

يواجه الإمداد الغذائي العالمي اضطرابات متزايدة نتيجة للحرارة الشديدة والعواصف، كما أنه يعتبر مساهمًا رئيسيًا في تغير المناخ، حيث يتحمل المسؤولية عن ثلث جميع انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية.

هذا التوتر هو السبب في أن ابتكارات الزراعة تحظى بأهمية متزايدة في المناقشات الدولية حول المناخ. في الوقت الحالي، توفر الزراعة غذاء كافيًا لـ8 مليارات شخص في العالم، على الرغم من أن الكثير لا يملكون وصولًا كافيًا إليه.

ولكن لإطعام عدد سكان العالم المتوقع أن يبلغ 10 مليارات نسمة في عام 2050، سيتطلب توسيع الأراضي الزراعية بمقدار 660 ألف إلى 1.2 مليون ميل مربع (من 171 مليون إلى 301 مليون هكتار) مقارنة بعام 2010، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من إزالة الغابات؛ مما يساهم في تغير المناخ.

علاوة على ذلك، بعض الممارسات التي يتم الاعتماد عليها على نطاق واسع لإنتاج غذاء كافٍ، مثل استخدام الأسمدة الصناعية، يساهم أيضًا في تغير المناخ.

إن مجرد القضاء على إزالة الغابات والممارسات الضارة دون حلول بديلة من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الإمدادات الغذائية في العالم ودخول المزارعين، ومن حسن الحظ أن الابتكارات الناشئة قادرة على المساعدة. في تقرير صدر في 2 ديسمبر، حددت لجنة الابتكار لتغير المناخ، الأمن الغذائي والزراعة، التي أسسها الاقتصادي الحائز جائزة نوبل، “مايكل كريمر”، سبعة مجالات أولوية للابتكار يمكن أن تساعد على ضمان إنتاج غذاء كافٍ، وتقليل الانبعاثات الغازية الدفيئة، ويمكن توسيع نطاقها لتصل إلى مئات الملايين من الناس، وهناك ثلاثة ابتكارات بشكل خاص لها القدرة على التوسع السريع وتحقيق عوائد اقتصادية.

التنبؤات الجوية الدقيقة والمتاحة مع تزايد هشاشة المحاصيل بسبب الطقس القاسي وجهود الفلاحين المتواصلة للتكيف، تصبح التنبؤات الجوية الدقيقة ضرورية، يحتاج الفلاحون إلى معرفة ما يمكن توقعه، سواء في الأيام القادمة أو في المستقبل الأبعد، لاتخاذ قرارات استراتيجية بشأن الزراعة، والري، والتسميد، والحصاد. ومع ذلك، فإن الوصول إلى تنبؤات جوية دقيقة ومفصلة نادر بالنسبة للمزارعين في العديد من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. 

تُظهر تقييماتنا أن الاستثمار في التكنولوجيا لجمع البيانات وجعل التنبؤات متاحة على نطاق واسع – مثل عبر الراديو، ورسائل النصية، أو تطبيق واتساب – يمكن أن يعود بأرباح مضاعفة على الاقتصادات، على سبيل المثال، التنبؤات الدقيقة على مستوى الولايات لمجموع أمطار موسم الرياح الموسمية من شأنها أن تساعد الفلاحين الهنود على تحسين توقيت البذر والزراعة؛ مما يوفر تقديرات بفوائد تصل إلى 3 مليارات دولار أميركي على مدى خمس سنوات، وذلك بتكلفة تقريبية تقارب 5 ملايين دولار. 

إذا تلقى الفلاحون في بنين تنبؤات دقيقة عبر رسائل نصية، نقدر أن ذلك قد يوفر لكل فلاح ما بين 110 إلى 356 دولار أميركي سنويًا، وهو مبلغ كبير في ذلك البلد، كما أن المزيد من تبادل المعلومات بين الدول المجاورة، باستخدام منصات مثل نظام معلومات خدمات المناخ التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يمكن أن يُحسن من دقة التنبؤات.

الأسمدة الميكروبية ومن أولويات الابتكار الأخرى التوسع في استخدام الأسمدة الميكروبية، يُستخدم السماد النيتروجيني على نطاق واسع لزيادة محصول الزراعات، لكنه عادةً ما يُصنع من الغاز الطبيعي ويُعد مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات الغازات الدفيئة.

تستخدم الأسمدة الميكروبية البكتيريا لمساعدة النباتات والتربة على امتصاص العناصر الغذائية التي تحتاجها؛ مما يقلل من كمية السماد النيتروجيني المطلوبة.

 أظهرت الدراسات أن الأسمدة الميكروبية يمكن أن تزيد من محصول البقوليات بنسبة 10% إلى 30% في التربة الصحية وأن تولد مليارات الدولارات من الفوائد، كما تعمل أسمدة ميكروبية أخرى مع الذرة، ويعكف العلماء على تطوير تقدم أكبر في هذا المجال.

استخدم مزارعو فول الصويا في البرازيل سمادًا ميكروبيًا يعتمد على الرايزوبيا لعقود؛ لتحسين محاصيلهم وتقليل تكاليف الأسمدة الاصطناعية، لكن هذه التقنية ليست معروفة على نطاق واسع في أماكن أخرى، سيتطلب توسيع نطاقها تمويلًا لتوسيع الاختبارات لمزيد من الدول، لكنها تحمل إمكانيات عظيمة للعائد المحتمل للمزارعين، وصحة التربة والمناخ.

تقليل الميثان من الثروة الحيوانية تُعد الثروة الحيوانية، التي تمثل حوالي ثلثي انبعاثات الغازات الدفيئة الزراعية، ثالث أولوية ابتكارية، مع توقعات بارتفاع الطلب على اللحوم البقرية بنسبة 80% بحلول عام 2050 نتيجة لزيادة ثراء الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، يصبح تقليل هذه الانبعاثات أمرًا ضروريًا. 

تستهدف عدة طرق ابتكارية لتقليل انبعاثات الميثان من الثروة الحيوانية عملية التخمر النشوي، التي تؤدي إلى إطلاق غاز الميثان، إضافة الطحالب، والأعشاب البحرية، والدهون، والتانينات أو بعض المركبات الاصطناعية إلى علف الماشية يمكن أن يغير التفاعلات الكيميائية التي تولد الميثان أثناء الهضم.

وقد وجدت الدراسات أن بعض هذه التقنيات لديها القدرة على تقليل انبعاثات الميثان بنسبة تتراوح بين 25 بالمئة إلى 100 بالمئة تقريبًا، عندما تنتج الماشية كمية أقل من الميثان، فإنها تهدر أيضًا طاقة أقل، التي يمكن أن تذهب إلى النمو وإنتاج الحليب، مما يوفر دفعة للمزارعين، الطريقة لا تزال مكلفة، لكن التطوير المستمر والاستثمار الخاص قد يساعد في توسيع نطاقها وخفض التكلفة، ويمكن أن يحمل تحرير الجينات، سواء للماشية أو للكائنات الدقيقة في معداتها، إمكانات هائلة كذلك في المستقبل.

ولتوسيع نطاق الابتكار في الزراعة حددت لجنة الابتكار أربع أولويات أخرى للابتكار:

  • مساعدة الفلاحين والمجتمعات على تنفيذ أساليب أفضل لجمع مياه الأمطار.
  • خفض تكلفة الزراعة الرقمية التي يمكن أن تساعد الفلاحين على استخدام الري والأسمدة والمبيدات الحشرية بكفاءة أكبر.
  • تشجيع إنتاج البروتينات البديلة لتقليل الطلب على الثروة الحيوانية.
  • توفير التأمين وغيره من الحمايات الاجتماعية لمساعدة الفلاحين على التعافي من الأحداث الجوية القصوى.

وعلى الرغم من وجود ابتكارات زراعية واعدة، فإن الحوافز التجارية لتطويرها وتوسيع نطاقها كانت غير كافية؛ مما أدى إلى الاستثمار غير الكافي، خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

مع ذلك، فإن تمويل الابتكار له سجل حافل بإنتاج معدلات عوائد اجتماعية عالية جدًا، هذا يخلق فرصة للاستثمار العام والخيري في تطوير ونشر الابتكارات على نطاق يصل إلى مئات الملايين من الأشخاص.

وبالطبع، لكي تكون فعالة، يجب أن تكون أي ابتكارات محتملة متسقة مع الاستراتيجيات الوطنية ومخططة بالتعاون مع الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

قبل عقدين من الزمان، أُحبط القادة العالميون من حقيقة أن اللقاحات المنقذة للحياة لم تصل إلى مئات الملايين من الأشخاص الذين يحتاجونها، فأنشأوا تحالف اللقاحات، جافي (Gavi) كما استثمروا مليارات الدولارات لتوسيع نطاق هذه الابتكارات، وساعدوا في تحصين أكثر من مليار طفل وخفضوا معدل وفيات الأطفال إلى النصف في 78 دولة ذات دخل منخفض. 

هذا العام، يهدف المسؤولون في مؤتمر الأطراف 28 (COP28) إلى تحقيق استجابة عالمية مماثلة لمواجهة تغير المناخ والأمن الغذائي والزراعة.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر The Conversation

للمزيد: https://smtcenter.net/?p=34440

آخر الأخبار

Exit mobile version